البقاء للأعنف

ebook نظرة في جذور الراديكالية · تساؤلات

By د. عمر الحمادي

cover image of البقاء للأعنف

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...
يتجاذب حضارتنا عالمان، واحدٌ يسحبها إلى الماضي، وآخر يدفعها إلى المستقبل. وكلما انغمسنا في رحلة الرجوع إلى الوراء، ازدادت عندنا مشاعر البقاء للأعنف التي تريد عالماً الأصلُ فيه هو شنّ الحروب وإذلال الخصوم. في المقابل، كلما انخرطنا في رحلة الأمام ازدادت عندنا مبادئ البقاء للأعقل الذي يريد عالماً الأصلُ فيه هو السلام والتعايش بين الشعوب المختلفة. إنّ الغوص في سرداب العنف يساعدنا في فهم كيف تصحو وتزدهر تلك الوحوش النائمة في النفس البشرية، التي لا يمكننا محوها والتخلص منها لكننا نستطيع تنويمها وإخضاعها لمتطلباتنا لعلّها في يوم من الأيام تخضع لقانون التطور وتندثر مثل الطفرات الخبيثة التي لم تتكيّف مع محيطها، فصارت قبوراً في جيناتنا. ليس التطرف مجرّد رّدة فعل، بل هو مؤسسة هلامية ممتدّة في حياتنا تتغذّى بدوافعنا وغرائزنا وعُقدنا وقهرنا، يستطيع قادتها ممارسة السحر على أتباعهم ليحوّلوهم إلى براغٍ في آلات تدميرية تهيّجها العواطف، وتمارس القتل الذي يتضمّن التدمير الذاتيّ من أجل رؤية الأشلاء والدماء التي تروي تلك المشاريع الميتة. أليس من الغريب أن الغالبية الساحقة من أتباع الأديان مسالمون ومضطرّون لدخول مواجهة مفتوحة مع معتقدات مشوّهة قد نُزعت من أديانهم بعد خطفها؟
البقاء للأعنف