نفكر جميعًا في السعادة كشيء إيجابي؛ شيء جيد نريد أن نشعر به ونعيشه. لكن هل من الواقعي أن نعتقد أن بإمكاننا أن نعيش السعادة طوال الوقت؟ للإجابة عن هذا السؤال، سيكون من المفيد أن نفهم أن السعادة تحدث بطريقتين: الأولى كشعور عام طويل الأمد بالهناء، والثانية كمتعة قصيرة الأمد. السعادة، كمتعة قصيرة الأمد، هي نتاج شيء يسعدنا بطريقة ما -نكتة مضحكة، فيلم مبهج، وجبة لذيذة، أمسية ممتعة في الخارج، عطلة رائعة- وتثير فينا عواطف مثل القناعة، أو الرضا والاستمتاع، أو السرور، أو البهجة. وكمتعة قصيرة الأمد، فإن هذا الشكل من السعادة مؤقت؛ إنها سعادة عابرة. وعلى الرغم من أن المتع قصيرة الأمد تساهم حقًا في تحقيق السعادة، فإننا ببساطة لا يمكننا أن نشعر بهذا الشعور طوال الوقت. ليس من الواقعي أن نعتقد أن بإمكاننا ذلك. لكننا لا نشعر بالسعادة كمتعة قصيرة الأمد فحسب. نحن أيضًا نشعر بالسعادة كشعور عام بالهناء. إن هذا النوع من السعادة -الشعور العام والثابت بالهناء والشعور بالإشباع وأن الحياة جيدة- هو الذي يمكننا أن نتوقع بشكل أكثر واقعية أن نشعر به إن لم يكن طوال الوقت، فمعظم الوقت.