سيارة مرسيدس موديل سنة ٨٠، تشق طريقها بهدوء نسبي فوق الطريق من مطار النزهة غير المُضاء. وما تلبث أن تنزل من طريق المطار لتأخذ طريقها المؤدي إلى قلب المدينة، يتطلع سائقها في المرآه الخلفية التي تطل على رجل في منتصف الثلاثينيات؛ ذي عينين سوداوين دامعتين بالفِطرة، شفتاه مبتسمتان بشيءٍ ما بين التلقائية والرحابة وأقرب إلى عدم الاكتراث. شعره طويل يغطي أذنيه، وبعض خصلات بيضاء تغلغلت في شعره الكستنائي تعكس بعض البهاء، فلا تعرف أي اللونين غالب أو أيهم يحاول الإقحام.