آخر ذلك اليوم بعد ظهيرة يوم الجمعة في بداية شهر أكتوبر، أقف بانتظار عازف الجيتار والملحنة هناك عند القناة، بجوار الطريق بين قسم الشرطة والمياه. أقف مفكّرًا في زهرة نبات الشمع التي تفتحتْ أوراقها البيضاء والوردية ليلًا، وأفكّر كذلك في الدّروس المكثّفة المثمرة التي ربما تعلمتُها من عزف مقطوعة *سيلسي* لهذا الصباح، وبينما أحاول تذكر اسم الفيلسوف الإيطالي الذي كتب مقالًا استثنائيًّا عميقًا طويلًا عن أعمال *سيلسي* المهمة، أتى شاب يسألني مبلغًا من المال ليمنحه لشخص بلا مأوى، بحثتُ في جيبي الأيمن حتى وجدتُ ورقة من فئة العشرين كرونة مكرمشة فأعطيتُها له، أخذها دون أن يضيف كلمة ووضعها في جيب معطفه الأسود ذي الياقة الفرو المرفوعة لتغطي جانبًا من رأسه.