تدور أحداث رواية "أنشودة بمداد أحمر" خلال الأسابيع الأولى من ثورة يناير 2011 وحتى تنحي مبارك. "أكرم" صيدلي في مقتبل العمر يعتصم في ميدان التحرير حيث يطالب بالحرية والعدالة والمساواة. ينخرط في حياة الميدان. يكتب تدوينات وتويتات ويطرح تساؤلات كثيرة حول الوطن وحياته. يهرب من واقعه ويعود إليه في حركة كر وفر تعبر عن حيرة وتصميم. يلحظ تناقضات كثيرة لدى ثوار الميدان. يرصدها ويحاول سبر غور الصورة الكبيرة. لكنه داخلها يتفاعل مع المتظاهرين ويتحمس للثورة. ينصت قليلا لشكوى دعاة الاستقرار وعلى رأسهم أفراد أسرته.

تجذبه عواطفه إلى "نهير" و"نبيلة" رفيقتي كفاح من الميدان. لا يملك لمشاعره تجاه "نهير"، خريجة الجامعة الأمريكية وابنة الأسرة التي تعيش بين قارتين، دفعا ولا يتمكن من الاندماج التام في نسق حياتها. ولا عبور الهوة التي تفصلهما، الفارق بين ثقافة أمريكية تغير العالم وثقافة مصرية فرنكوفونية كلاسيكية لم يتبقَ لها سوى الأطلال.

أما "نبيلة"، الطبيبة الشابة التي تتطوع في مستشفى الميدان، فتمنحه فرصة للإطلاع على ثورة الطبقة المتوسطة التي تحاول استعادة بلدها. صداقتها مع "أكرم" تحمل طعم الدماء. يعيشان لحظات موت وخوف، ويتعاونان على إسعاف المصابين. يطلع "أكرم" على واقع آخر من خلال "نبيلة".

في النهاية يحمل أسئلته وحيرته وأمنياته تجاه الوطن داخل صمود الميدان في ثورة يناير 2011 بانتظار الفجر البازغ. هذه رحلة "أكرم" داخل وجدان وروح 25 يناير بحلوها ومرها.

تُروى القصة من وجهة نظر الراوي وبطل الرواية "أكرم" لتعرض الأيام الحاسمة للثورة المصرية، تاركة للقاريء الحكم على حالة الرصد التي تقدمها.

كثير من أحداث الرواية مستوحى من أحداث الثورة الحقيقية مع الحفاظ على الخط الفاصل بين الكتابة التقريرية والكتابة الروائية.