تحاول هذه الدراسة البحث فيما إذا كان التشابه بين حركتين سياسيتين أيديولوجيتين في المنطلقات الثقافية والإيديولوجية وفي الممارسات العلمية للتعايش السلمي مع الآخر يؤدي إلى احتمال التشابه في النتائج أيضا، أي عما إذا كان التشابه بين النازية والصهيونية في المنطلقات الثقافية والإيديولوجية وفي الممارسات العملية للتعايش السلمي مع "الآخر" يؤدي إلى احتمال أن تنتهي الصهيونية إلى ما انتهت إليه النازية منة تقوض وانهيار جراء رفضها لفكرة التعايش السلمي مع الآخر، رغم محاولات الآخر الاسترضائية بتقديم التنازلات التي تساهم في التهدئة وإبعاد شبح الحرب، حيث كانت النظرة العنصرية والتوسعية هي السائدة، وتحاول الدراسة الإجابة على التساؤل الرئيسي الذي يدور حول ما إذا كانت فكرة التعايش السلمي مع "الآخر" عند الصهيونية مماثلة لتلك التي تؤمن بها النازية بما يؤدي ذلك بدوره إلى احتمال أن تؤول الصهيونية إلى ذات النتيجة التي انتهت إليها النازية من تقوض و انهيار، كما تحاول الإجابة على التساؤلات المنبثقة عن التساؤل الرئيسي والتي تدور حول ما إذا كانت المنطلقات الثقافية والإيديولوجية التي تنطلق منها النازية والتي حالت دون أن تتعايش سلميا مع الآخر تتشابه مع المنطلقات الثقافية والإيديولوجية التي تستند إليها الصهيونية في نظرتها للتعايش السلمي مع الآخر وبالتالي بروز إشكالية التعايش السلمي العربي-الإسرائيلي.