خطر ببالي أنَّ ألواني قد تساقطت واحدة تلو الأخرى من جوف كراستي
عندما عَمِلَتْ على استفراغها بغير إرادتها، وأنا في حالة الفرار والهروب المشؤوم،
حين كنتُ في مرمى ومرصد الجنود اليهود المُعادين لكل شيء دون رحمةٍ أو رأفة!
وإذا كان هذا قد حصل بالفعل؛؟

فقد تشتَّت الألوان على أقطار تلك المنطقة وبين أرجائها لا ارادياً، وهنا يكون استحالة لمّلمة شملها والعودة بها إلى مهدها وحُضنها الدافئ، خصوصاً أنَّ الليل قد حَلَّ وأصبحت حُلكته تطغى على المشهد. وهنا أيقنتُ أنَّ الأمر لم يكن سهلاً ولا هيناً بالنسبة لي، ففقد الألوان عندي كفقد الأوطان! وكم هو مُحزنٌ هذا المشهد التراجيدي لما آلت اليه تلك الألوان الضائعة، والتي أمست كمثل الأوطان...