أدخلوا لي كرسيًّا في قفص الاحتجاز، وفي مثل هذا الوقت عند الظهيرة تكون الحركة هادئة في قسم الشرطة. أخرجت رواية موديانو وكنت اقرأها حين دخل ضابط، وأخذ يصيح «لم حاجتك فورًا، فيه تفتيش ولازم نحركك من هنا». وضعتُ كل الأكياس الصغيرة في أكياس أكبر. أخرجوني من القفص وسحبني الضابط نحو عربة الترحيلات، بعدما أخذ تليفوني الذي سمحوا لي باستخدامه طوال الأيام الماضية. كان هذا الضابط أكثرهم لطفًا لذا صدقت كل ما يقوله ونفذت باستسلام ورضا طلباته، وتصنع هو الوداعة وهو يأمرني: «استخبى هنا في العربية على ما بتوع التفتيش يمشوا».