دموع شركات اليوني كورن (الشركات الناشئة)

ebook أسباب فشل الشركات الناشئة وكيفية تجنبها

By جيمي برايد

cover image of دموع شركات اليوني كورن (الشركات الناشئة)

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

على مدار السنوات العشرين الماضية، أسست وموَّلت العديد من الشركات التكنولوجية الناشئة، وخلال هذه الفترة لاحظت انتشار ظاهرة جديدة؛ فقد أصبح فشل الشركات الناشئة شيئًا مقبولًا ومعتادًا في مجال الأعمال التجارية؛ الأمر الذي تخطى أثره مجرد الخسارة المالية التي يتكبدها المستثمرون، فذلك الفشل -الذي عانيته أكثر من مرة خلال رحلتي في تأسيس الشركات- قد أثَّر فيَّ، وفي أسرتي، وزملائي تأثيرًا حقيقيًّا، وعميقًا، وشخصيًّا.

فبينما كنت جالسًا في منزلي أضمد جراحي بعد فشل مشروعي الأخير، أخذت فكرة تأليف هذا الكتاب تُداعب خيالي، وسرعان ما استبدت بي هذه الفكرة، وتحولت إلى هاجس؛ فبدأت أتحدث إلى مؤسسي بعض الشركات، ولم أندهش مما أطلعوني عليه، فالعديد من المؤسسين الجدد الذين تحدثوا معي كانوا تائهين، ويسيرون في طريقهم بغير هدى ولا دليل، كما أن المؤسسيين ذوي الخبرة كانوا في حالة من الانهيار والتوتر، ويتملكهم شعور بالوحدة والعزلة، بعدما انقطعت بهم سبل الحصول على الدعم، فاتخذت قرارًا بتأليف كتاب عن فشل الشركات الناشئة؛ لأنقل خبرتي في تأسيس الشركات إلى مؤسسي الشركات الآخرين.

وسرعان ما اكتشفت أن فشل الشركات الناشئة أمر متأصل في المنظومة ككل، فهناك مفاهيم وتطبيقات خاطئة كثيرًا ما تُطرح عن فكرة "الفشل السريع" دون تفكير عميق، فالنهج التقليدي للمستثمرين المغامرين في مواجهة الفشل هو وضع الكثير من الرهانات، اعتمادًا على الفكرة التي مفادها أن معظم الشركات الناشئة تفشل، ولكن القليل منها يتحول إلى "شركة يوني كورن" وتحقق نجاحًا ساحقًا، وتدر أرباحًا عظيمة تعوض كل الخسائر، ولكنَّ هذا النهج مدمر للغاية.

إن أمر الخسارة المالية الناتجة عن فشل الشركات الناشئة معروف ومفهوم إلى حد ما لدى الجميع، ولكن الأمر الخفي الذي يجهله الكثيرون هو حجم الخسارة البشرية التي تُمنى بها هذه الشركات الناشئة الفاشلة، ولقد رأيت ذلك الجانب المظلم للشركات الناشئة: فقد ذكرت دراسة استقصائية أن 94% من مؤسسي الشركات قد أصيبوا ببعض المشكلات النفسية، فقد اعترف أكثر من 03% منهم بأنهم أصيبوا بالاكتئاب، كما اعترف 72%منهم بأنهم يعانون قلقًا حادًّا، فهل كنت تصدق أن مؤسسي الشركات منهكون إلى هذا الحد؟!

ولكن، أليس من المفترض أن يكون تأسيس الشركات الناشئة عملًا ممتعًا ومثيرًا ومرموقًا؟ ألم نعهد رؤية تلك الابتسامة التي تعلو وجوه مؤسسي الشركات الناشئة الناجحين الذين تتصدر صورهم صحف الأعمال عندما يحققون نجاحًا رأسماليًّا، أو يطرحون شركاتهم للاكتتاب العام؟ إن ثقافة "أستطيع أن أحقق النجاح بكل سهولة" تجعل من الصعب على المؤسسين الاعتراف بالمعاناة.

دموع شركات اليوني كورن (الشركات الناشئة)