القانون.... تلك الكلمة الساحرة الآمرة الناهية، الباعثة على الاحترام والخوف أو الحب والتقدير.

إنه عماد المجتمعات المتحضرة حامي حمى حريات أفرادها، هو قيد على الفوضويين ودلالة على حرية الأحرار، حيث لا حرية بدون مسئولية ولا حق بدون واجب، ولا حياة بدون تنظيم.

ولقد ارتبط القانون منذ نشأته طبيعيا كان أو وضعيا بالظروف السياسية والأنظمة العقائدية والأعراف الأخلاقية للشعوب، ومن ثمّ فقد نجد اختلافات كثيرة بين القوانين الحاكمة للمجتمعات القبلية أو للدول المدنية، فكل حسب ظروفه وعقائده، ومن هنا وجب دائما الاهتمام بدراسة علاقة القانون بالدين من ناحية، وبالسياسة من ناحية أخرى، وبالتطورات التاريخية للحضارة الإنسانية من ناحية ثالثة، وفي كل الأحوال فالقانون هو الدلالة الكاشفة على الحياة الاجتماعية والمدنية لكل الأمم والشعوب عبر التاريخ.