نشرت الطبعة الأولى من كتابي "زمن الرواية" سنة 1999. وقد أحدث الكتاب فور صدوره آثارا إيجابية، وحقق ذيوعا طيبا بين أوساط المثقفين والمبدعين، وذلك بالقدْر الذي أثاره من موجات الاتفاق والاختلاف في الوقت نفسه. وكان أهم من اختلفوا معه من تعصَّبوا للشِّعر وظلوا يرون فيه فنَّ العربية الأول وديوانها الأعظم. وأما الذين تحمَّسوا له، فكانوا من الذين رأوا في فنِّ القصِّ بوجهٍ عام طريقا واعدا إلى المستقبل الذي اقترن بصعود التكنولوچـيا المعاصرة ودخولنا إلى عصر المعلومات والاتصالات. وبقدر ما شكرت المتحمِّسين في الندوات واللقاءات التي تولَّدت عن نشر الكتاب، لم أكن متَّفقا مع الذين هاجموه بغير حقٍ في أحيان كثيرةٍ. وأذكر أن عددا من الشعراء على وجه التحديد فهموا من "زمن الرواية" المعنى الإقصائي الذي يستبعد كل فن آخر غير القصة ليستبقي الرواية وحدها في المقعد الأول من صدارة المشهد الإبداعي.