الناشئون والشباب هم أمل هذه الأمة وطلائع نهضتها ، وهم عماد المستقبل وصُنّاعُه ، فمنهم سيخرجُ مَنْ يتولى زمام الأمور في الحكم والسياسة والاقتصاد والعلم والدين ، وسيكون منهم الأدباء والحكماء والفلاسفة والمهندسون والمحاسبون والأطباء والمعلمون والعاملون في كل مجال من مجالات الحياة الاجتماعية بمختلف أنواعها ومستوياتها .

ولا خير في أمة لا تعطي لناشِئيها وشبابها مفاتيح التقدم ، ولا تمنحهم فرص المعرفة والتعلُّم ، ولا تُتيح لهم سبل الوصول إلى ما تهدف إليه الأمم الناهضة في مختلف الأوطان من رِفْعة ورقي إنسان العصر الحديث .

ولا جدال في أن «الثقافة العامة» أصبحت سمة هذا العصـر الحديث الذي تنوعت فيه سُبلُ التثقيف بالمخترعات الحديثة كالسينما والتليفزيون والصحافة متمثلة في هذا الكم الهائل من الجرائد والمجلات . ومع ذلك ، وبالرغم من تنوع هذه السبل والوسائل ، ظل «الكتاب» هو الوسيلة المثْلى والخالدة في تثقيف العقول وتهذيب النفوس بما يتيحه لقارئه من معارفَ ومعلوماتٍ يتميز بها عن الذين لايقرأون ، أو عن الذين انقطعت الأسباب بينهم وبين الكتب ، أو عن الذين يقرأون كتبًا غاب الضمير عن مؤلفيها وناشريها فملأوها بموضوعات تافهة وخُرافات مُمْجوجةٍ تُفْسدُ العقــول وتقــتل وقت الناس .