
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
قرن كامل من الزمان.. مضى على رحيل «إسماعيل باشا العظيم» عن دنيانا.. وقد مرت الذكرى المئوية (2 مارس 1895م) دون أن يتذكرها أحد!!
ذلك الرجل الذي كان عصره: أكثر عصورنا التاريخية الحديثة ثراءً وحركة شاملة في جميع المجالات، وقد وافى الخديو إسماعيل أمته، وهي في مفترق الطرق، تتنازعها حضارتان: حضارتها العربية الإسلامية تنزع إليها بحكم الموروث والتقاليد.. والحضارة الغربية الحديثة، تندفع نحوها بحكم التجديد..
وقد آثر إسماعيل، الإصلاح القوي العنيف، من أجل الأخذ بأسباب الارتقاء الحضاري في العمران والزراعة والصناعة والتجارة والتعليم والقضاء والنظم السياسية والإدارية.. وكان في كل هذا: الروح الملهمة واليد المحركة، في عصر زاخر بالإنشاء والتجديد، والبناء والتشييد. وقد يختلف المؤرخون في إسماعيل باشا، لكنهم يتفقون على عظمة شخصيته التي لم تعرف المستحيل.. ولا يمكن لجيل من الأجيال - خاصة جيل نهاية القرن العشرين - أن يدرك مقدار عظمة إسماعيل، إلا إذا تصور مصر حين اعتلى إسماعيل باشا عرشها، لكن التاريخ المنصف لا يملك إلا أن يؤدي واجب الحق، إذا تحدث عن الذين بنوه، وحددوا معالمه، وكانت لهم الكلمة الأولى في صنع وتوجيه أحداثه!
وإذا كانت معالم تاريخ مصر وآثار ملوكها، منقوشة على جدران القاهرة: معابدها، مقابرها، قصورها، أسوارها، مساجدها، كنائسها، شوارعها، خططها... على كل منها صفحة من صفحات التاريخ، لعهد من العهود، إلا أن «إسماعيل باشا» لم يترك هذا الأثر فحسب، أو يدون صفحة.. بل حفظ للعصور السالفة آثارها، ورسم للأجيال خططًا لمعالمها.