ليست قضية تافهة، أو فرعية، أو شكلية كما قد يراها البعض، فإحساس الزوجات بغياب الرومانسية من حياتهن، وافتقاد مشاعر الحب الحقيقي من الأزواج، نتيجة سيئة تنعكس حتمًا على العلاقة الزوجية، على الدفء العائلي، وعلى الأبناء نفسيًّا ووجدانيًّا‏.

السعادة تبدأ من البيت، فإذا هربت منه لا يستطيع الإنسان أن يجدها في أي مكان آخر، حتى لو سعى إليها،‏ قد يعتقد مؤقتًا أنها في بشر آخرين غير الذين يعيشون معنا ولنا‏..‏ الذين شاركونا الأحلام والآلام والفرح‏.‏

يهرب الرجل بحثًا عن امرأة أخرى، تلتقيه قليلًا، تخدعه كثيرًا، حتى تمتلكه أو تدمر حياته المستقرة، وعندما يعود يجد الشرخ قد حدث في جدار القلب‏.‏

ليس الهروب دائمًا من أجل امرأة أخرى، بل يحدث مللًا أو ثقة أو تملكًا، فيغفل حق شريكته في كلمة طيبة، أو وردة، أو إطراء، أو حضن إنساني كان يحلم به معها قبل الزواج‏.‏

المرأة تئن، تشكو وتقترح الحلول، فهي أحرص على البيت، تتلمس كلمة حب صادقة لن تكلف الرجل شيئًا، كلمة واحدة، حتى لو قالها من وراء قلبه - فهي صدقة - ستلين القلوب التي أوشكت على الجفاف‏.‏

هذا لا يعني أن السعادة مسئولية الرجل وحده ، فالمرأة أيضًا تمتلك المفتاح السحري، بأنوثتها، باختيار اللحظة التي يجب وتحب أن تكون فيها جارية .. بالكلمة الناعمة، بلعب دور الأم، فالرجل يسعد بممارسة طفولته مع من يحب .

والزوجة عليها أن تقطع نصف المسافة، بغيرة محسوبة ومطلوبة واهتمام ومتابعة بلا تلصص أو تضييق .

فرحلة العمر الطويلة بين رجل وامرأة يجمعهما ميثاق غليظ تستدعي من الطرفين بذل الكثير من الجهد والحرص حتى تكون الحياة أهدأ وأكثر سعادة .

خيري رمضان