شهدت مصر في السنوات الخمس الماضية التي أعقبت ثورة يناير 2011 متغيرات سياسية واجتماعية غير مسبوقة، وتكاد تعادل في حدتها ما شهدته في الستين سنة الماضية، ولكنني أشعر أن الإعلام والسينما قد ركزا على الجانب السياسي بشكل أكثر عمقًا وأهملا الجانب الاجتماعي، الذي ظهرت به الكثير من الظواهر السلبية، والتي أحيانًا أتساءل: هل كانت موجودة بالفعل من قبل وظهرت مؤخرا بسبب السوشيال ميديا، أم هي ظواهر جديدة واكبت الصدمات السياسية التي تعرضنا لها؟

وكذلك تركز الاهتمام في الأغلب على عرض مشاكل العشوائيات، وسيطرت بشدة أفلام وأغاني هذه الفئة المقهورة، وتناسى الجميع أن هناك طبقة أخرى تعاني أيضًا ألا وهي الطبقة المتوسطة، والتي تميزت دائمًا بأنها عماد أي حضارة والتي شهدت أزهى عصورها في الستينيات ومطلع السبعينيات، ثم بدأت في التدهور منذ عصر الانفتاح حتى ثورة يناير إلى أن تصاعدت عليها الضغوط، وبات الحلم الأكبر لها هو الحفاظ على ما تبقى لها من مظهر خارجي وتوفير فرص تعليم جيد للأبناء، والتمتع بأقل متطلبات الحياة الكريمة في ظل صراع المظاهر الذي لا ينتهي