في ثنيات الحياة ما يدعو الإنسان إلى أن يفر إلى الله دائمًا ومن النفس أحيانًا وإليها حينًا آخر ، يستطلع خباياها وما وعت، ويستكشف دروبها وما حوت، لعل المتأمل فيها يألفها وتألفه على طرائق السمو والتزكية، وتبوح له بأسرارها وألغازها ؛ فيفك شفراتها يستأنس بها فتصحبه إلى مدارات النور ووهج مشكاوات السماء ؛ لذلك تركتها على سجيتها تحمل عني ما أستشعر ، وتعبر عن نفثة مصدور وأنَّة مكلوم في بعض ما أوحت به ، ففضفضت شعرًا ديوان «تراتيل المساء» والشاعر غير مبال بإيحاءاته ورمزه ودلالاته ، فينطلق سابحًا في أجواء : قبض الريح وحصاد الوهم ، والسراب ، وأخيرًا للشعر ما أراد ، وإن منه لحكمة وإن من البيان لسحرًا