سنن أبي داود كتاب جمع فيه أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السجستاني (ت 275هـ) جملة من الأحاديث، بلغ عددها أربعة آلاف وثمانمائة حديث، وفي أقوال بلغ عددها خمسة آلاف ومائتين وأربعة وسبعين حديثا، انتقاها من بين خمسمائة ألف حديث، وقد سار أبو داود فيه على طريقة التخصص، فحدد الجانب الفقهي له، وجعل كتابه خاصا بالأحكام والسنن، فتميز على غيره من الرواة عدا البخاري، والكتاب الذي بين أيدينا هو حاشية على سنن أبي داود لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691هـ - 751هـ)، وهو بمثابة شرح للأحاديث الواردة في السنن، وفي هذا الجزء من الكتاب -وهو الجزء الثالث عشر- استكمال للحديث عن أسرار مسائل القضاء والقدر، وتناول لفصل: وأما قولكم إنه لم يصرح بسماعه من يعقوب بن عتبه فعلى تقدير العلم بهذا النفي لا يخرج، وباب اختلافهم في الباري هل هو مكان دون مكان، وفصل: وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية...، وباب غيبة أهل الفساد والريب، وباب يدعى الناس بآبائهم، وباب ما جاء في إيجاب التشميت.