كتاب شامل في علم الأصول للإمام الأصولي النظار المفسر فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي (544هـ - 606هـ / 1149م - 1209م)، تناول فيه ما تناولته أربعة كتب في أصول الفقه، وهي: "البرهان" لإمام الحرمين الجويني، و"المستصفى" لحجة الإسلام الإمام الغزالي، و"العهد" للقاضي عبد الجبار الهمداني -وشرحه "العمدة" لأبي حسين-، و"المعتمد" لأبي الحسين البصري -والذي هو مختصر شرحه للـ"عهد"-، وقد حوت هذه الكتب مسائل ومباحث علم أصول الفقه -على طريقة المتكلمين- وأصبحت قواعد هذا العلم وأركانه، واتجه الإمام الرازي -رحمه الله- لوضع كتاب شامل في علم الأصول يهذب فيه مسائله، ويمهد قواعده، ويتناول ما تناولته الكتب الأربعة من مباحثه، فكان "المحصول من أصول الفقه" في هذا الكتاب، مع مزايا يندر توافرها في غير كتب "الفخر"، من جودة الترتيب، وفصاحة العبارة، وعمق التدقيق، والاستقصاء في البحث، وفي هذا الجزء من الكتاب -وهو الجزء الثاني- تناول لعدة مسائل، منها على سبيل المثال: اتفقوا على أن لفظة الأمر حقيقة في القول المخصوص، واختلفوا في كونه حقيقة في غيره، ودلالة الصيغة المخصوصة على ماهية الطلب، والحق عندنا أن لفظة "اِفْعَلْ" حقيقة في الترجيح المانع من النقيض، والأمر الوارد عقيب الأمر بحرف العطف وبغير حرف العطف، واختلف الناس في صيغة (كل) و(جميع) و(أي) و(ما) و(من) في المجازاة والاستفهام، وغيرها.