في هذا الجزء من كتاب الاستقامة -وهو الجزء الثاني- يعنى شيخ الإسلام ابن تيمية بالرد على الصوفية، ونقدهم، ومناقشة جملة من الأقوال والآراء الواردة في الرسالة القشيرية، إذ بسط المؤلف -رحمه الله- الردّ على أهل التصوف من خلال أربعة عشر فصلا، جاءت متناولة للموضوعات التالية: الغيرة وأنواعها وما فيها من محمود ومذموم، وما ذكره الأستاذ أبو القاسم القشيري في باب الرضا عن الشيخ أبي سليمان الداراني -رحمه الله-، والسكر وأسبابه وأحكامه، والحديث عن سببين من أقوى الأسباب المقتضية للسكر، ومتى تعلم أن اللذة والسرور أمر مطلوب بل مقصود، والحديث عن أن اللذة إذا كانت مطلوبة لنفسها، فهي إنما تذم إذا أعقبت ألما أعظم منها أو منعت لذة خيرا منها، والحديث عن أن السكر مؤلف من أمرين: وجودي، وهو اللذة، وعدمي، وهو عدم العقل والتمييز، وزوال العقل بالسكر هو من أنواع الزوال بالإغماء والجنون، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإكراه وما يتعلق به، وغيره.