كتاب ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني (773هـ - 852هـ)، وهو من أعظم كتب تفسير الحديث وأجمعها في شرح صحيح البخاري، كتبه ابن حجر في أكثر من خمس وعشرين سنة، حيث بدأ في كتابته في أوائل سنة (817هـ)، وكان عمره وقتها أربعًا وأربعين سنة، وفرغ منه في رجب سنة (842هـ)، وهو من أعظم كتبه قدرًا، وأعمقها علومًا، وأحظاها لدى المسلمين، وقد سمَّاه: "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، ويُعَّد بحق أحد دواوين الإسلام المعتبرة، ومصادره العلمية المهمة، فلا يستغني عنه طالب علم ولا فقيه، بل ولا مفتٍ ولا مجتهد، وهو سفر ضخم جليل، جمع فيه ابن حجر أيضا شروح من قبله على صحيح البخاري، وبسط فيه إيضاح الصحيح وبيان مشكلاته، وحكاية مسائل الإجماع، وبسط فيه أيضا الخلاف في الفقه، والتصحيح، والتضعيف، واللغة، والقراءات، مع العناية الواضحة بضبط الصحيح، صحيح البخاري، ورواياته، والتنويه على الفروق فيها، وأضاف إليه فوائد كثيرة، وفرائد نادرة، واستطرادات نافعة...إلخ، وقد زادت موارد الحافظ فيه على ألف ومائتي كتاب من مؤلفات السابقين له، وفي هذا الجزء من الكتاب -وهو الجزء التاسع- تناول للأحاديث الواردة في عدة أبواب، منها: باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا بلسان عربي مبين، وباب فضل سورة البقرة، وباب اغتباط صاحب القرآن، وباب من لم يستطع الباءة فليصم، وباب تزويج الصغار من الكبار، وباب شهادة المرضعة، وباب الشغار، وباب تزويج اليتيمة، وباب الشروط التي لا تحل في النكاح، وباب حكم المفقود في أهله وماله، وغيره.