كتاب "المبسوط" للإمام شمس الأئمة أبي بكر محمد بن أبي سهل السَرَخْسِيِّ -رحمه الله- (ت 482هـ)، وهو شرح لكتاب "المختصر" للحاكم الشهيد أبي الفضل محمد بن أحمد المروزي -رحمه الله- (ت 344هـ)، كما ذكر السرخسي في مقدمة كتابه، والكتاب يُعَدُّ من الكتب الأصول في المذهب أو ما يسمى "ظاهر الرواية"، وقد ذكر السرخسي -رحمه الله- في مقدمة الكتاب أنه أملى كتابه من خاطره في سجن أوزجند -وهي بلدة موجودة في بلاد ما وراء النهر- وأنهاه سنة (477هـ)، ومع هذا فإن الكتاب يُعَدُّ من أهم الكتب المعتمدة في المذهب، وقد أورد فيه كثيرًا من الأحاديث النبوية، وآثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان، مما يدل على قوة حفظه، واستحضاره للأدلة والمناقشات، كما وأورد فيه مسائل الأصول، وهو فقه السلف، ومرجع الخلف، والكتاب من أهم ما يعتمد عليه في الفتوى، وعباراته سهلة يسيرة، بحيث يسهل للمبتدئين الرجوع إليه، بخلاف كثير من كتب الفقه التي يصعب على الباحثين فهمها ومراجعتها، وفي الكتاب جمع لأقوال الإمام أبي حنيفة، وأقوال محمد بن الحسن الشيباني، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم بن خنيس الأنصاري، وزُفَر بن الهذيل -رحمهم الله جميعا- وغيرهم من أعلام المذهب، وفي هذا الجزء من الكتاب -وهو الجزء الرابع والعشرون- تناول لكتاب الأشربة، وكتاب الإكراه، وكتاب الحَجْر، وكتاب الطلاق.