كتاب متوسط، نقل فيه مصنفه أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي (433هـ - 516هـ) عن مفسري الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وهو من أجلّ الكتب وأنبلها، حاوٍ للصحيح من الأقول، وعارٍ عن الغموض والتكلف في توضيح النص القرآني، ومحلى بالأحاديث النبوية، والآثار الغالب عليها الصحة، وهو من أشهر كتب التفسير بالمأثور، وفيه تفسير كامل للقرآن، مع مقدمة للمؤلف، يستهلها بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ثم يبين مهمة إرسال الرسول، وإنزال الكتاب المعجز عليه، ثم يذكر ما اشتمل عليه القرآن من الأمور عقيدة وفقهًا وقصصًا وحكمًا، ثم ينتقل إلى دواعي تأليفه لتفسيره فيقول: "فسألني جماعة من أصحابي المخلصين، وعلى اقتباس العلم مقبلين: كتابًا في معالم التنزيل وتفسيره، فأجبتهم إليه معتمدًا على فضل الله وتيسيره ممتثلًا وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهم فيما يرويه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه عليه الصلاة والسلام قال: "إن رجالًا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرًا"، ومن هذا النص نستفيد أن تفسيره جاء نزولًا على رغبة طلابه وتلاميذه المخلصين والمقبلين على اقتباس العلم، وتحقيقًا لوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واقتداء بالماضين، ويقدم البغوي بعد ذلك الطريقة التي اختارها وجعل عليها تفسيره وهي التوسط والاعتدال، فيقول: "فجمعت بعون الله وحسن توفيقه فيما سألوا كتابًا متوسطًا بين الطويل الممل والقصير المخل، أرجو أن يكون مفيدًا لمن أقبل على تحصيله"، وفي هذا الجزء -وهو الجزء الثالث من الكتاب- تفسير للسور الآتية: الرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل، والإسراء، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان، والشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، والأحزاب، وسبأ، وفاطر.