تتجه دول العالم -المتقدمة منها والنامية- إلى تحقيق معدلات متسارعة من التنمية، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف يوظف التعليم بصفته قاطرة التنمية وصانعها، وتتباين في سبيل هذا قدرات الدول لتحقيق أعلى فاعلية للتعليم، وأسرع معدلات للتنمية وأنجعها، وفي هذا الإطار تواجه الدول العربية كثيرا من التحديات لدعم التعليم من المنظور الاقتصادي، وتنفق أموالا ضخمة في رعاية القائمين عليه؛ لتحقيق الرضا المهني المناسب لهم من ناحية، كما تحاول تحقيق أعلى كفاية لما ينفق من أموال، والوصول لأفضل مستوى من الفاعلية وترشيد الإنفاق، ومن أجل ذلك وُضِعَ هذا الكتاب ليناقش أحد مصادر الإنفاق على التعليم، والذي لم يلق اهتماما في حسابات وبحوث تكلفة التعليم؛ وهو النفقات المهنية للمعلمين؛ وذلك من خلال أربعة فصول؛ جاءت عناوينها على النحو التالي: الاتجاهات الحديثة في تحليل تكلفة التعليم، والعنصر الغائب في حساب تكلفة التعليم، واتجاهات ترشيد الإنفاق على التعليم، وأخيرا الإنفاق على التعليم الجامعي العربي.