عمري ما عملت وقفة وفكّرت في روحي، دايما واخدة في وشي وطايرة طول الوقت، حاطة ديلي في سناني وباجري، قطر ماشي بسرعة، ودايما عليا واجب لازم أعمله، والـ (Checklist) بالليل قبل ما أنام لازم تبقى خالصة، قائمة الواجبات في نوتة ملازماني طول الوقت وقلم أحمر، أعلّم على اللي خلص.

يوم ما اتولدتْ فكرة الكتاب دا، كنا بنحتفل بمرور 50 سنة على إنشاء (شركة عزة فهمي) وانشغال بنات الشركة في إعداد (برنامج الاحتفال) خلاني أتفزع سألت نفسي، يا خبر، 50 سنة فاتوا؟!! إمتى الأيام والسنين دول جريوا كده!

حسيت إن ده آخر فصل اللي أنا داخلة عليه؟ هوا ده المشهد الأخير في المسرحية، قلت: لازم يا بت تهدي وتقفي، وتحكي ما هو خاص بعزة فهمي (البني أدماية). لازم تعرفي نفسك. يمكن السبب إني بقول إنى عاوزة أعرف نفسي كويس، الحكاية اللي هقولها لكم دي.

أوائل يوليو 2016 اختاروني أروح اليابان في رحلة قصيرة مع UN Women، مع مجموعة ستات مصريات متميزات من مجالات مختلفة لحضور مؤتمر كبير عن المرأة في طوكيو، تعرفت إلى الصديقة «دينا الشريف»، وكنا كتير بنقعد جنب بعض في الأتوبيس تنكشني وتسألني، وأنا أحكي عن رحلة حياتي، بصتلي وقالتلي: «على فكرة، الكلام ده لازم تعرفه الأجيال الجديدة»، كنت بضحك ومش حاسة بأي أهمية للموضوع، ست اشتغلت بجدّ في حاجة بتحبها جدًّا جدًّا، والمسألة كانت فعلا بالنسبة لي كده.

عاوزة أقول حاجة هنا، «دينا» كانت بتقصد: تاريخ «عزة فهمي» المهني ورحلتها مع (الحلي) وتوصيف الجوانب الشخصية المتعددة للست دي، وبما تم في مشوار مهنتها.

بقت تعلّق على كلامي وتقوللي أهي دي عزة المصرية، ودي عزة الأم، دي عزة اللي بتعرف تقف وقت اللزوم، دي عزة المحاربة. كل ده خلاني أفكر في كلامها، وأراجع تاريخي. وممكن ده كمان اللي خلاني أفكر، هيا شخصيتي دي كده ليه؟ أكيد كل ده مش جاي من فراغ، ده جاي من عوامل مؤثرة خلتها تتكوّن كده.

عملية اكتشاف الذات دي حاجة حسيت إنها مهمة دلوقتي إني أعرفها، جايز الكلام ده فقت عليه متأخر بس زي ما بيقولوا It's Never Too Late. لازم أنكش وأنكش في روحي لحد ما اعرف نفسي كويس، هو أنا أتشكلت كده إزاي؟؟

لازم أقف مع روحي بعد كل الرحلة والسنين دي وافكر، مين عزة دي؟ مش بس المسألة إني عملت مشوار نجاح مع مهنة أو حرفة، كان ملهاش الأهمية الكبيرة وسط الفنون والإبداعات، لكن كمان اشتغلت كويس وقدرت أحطها على خريطة المنطقة وكمان دلوقتي على الخريطة العالمية.