قبل أن يصل الإنسان إليه بوقت طويل، افتُتِن البشر بالقمر واستعانوا به لوضع أولى تقاويمهم وتوقيت مناسباتهم وتنظيم شؤونهم واعتقدوا لفترة طويلة بتأثيره على صحتهم الجسدية والعقلية وحتى مصائرهم ونسجوا حوله الأساطير ولا يزال كثيرون يلجؤون إليه في العرافة وقراءة الطالع وحتى لتحديد مواعيد العمليات الجارحة. ومع كل ما نعرفه اليوم عن تحكم القمر بالمد والجزر وأمور أخرى كثيرة، يأخذنا مؤلف كتاب "القمر" في رحلة ممتعة تثري معرفتنا عن أقرب جيراننا، متناولاً أصول نشأته وأطواره ومكانته في ثقافة البشر وخيالهم وأدبهم وفنهم وعلمهم وفي المعتقدات الدينية وحتى في السياسة. ويولي المؤلف إدغار وليامز إهتماماً خاصاً بالعلاقة بين الأرض وتابعها وكيف أن الحياة نفسها على كوكبنا ربما اختلفت عما هي عليه اليوم لولا القمر الذي اضطلع كذلك بدور كبير في تطوير معارفنا العلمية والتقنية فشكل حقل اختبار لرحلاتنا الأبعد داخل النظام الشمسي وخارجه لإكتشاف الكون الفسيح، بدءاً من الأرصاد الأولى التي كان للعلماء العرب والمسلمين إسهامات مهمة فيها وإن لم ترد في الكتاب.