
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
يروي الروائي لاديب بين يديّ كتاب يضمّ بين دفّتيه مقالات تربوية علمية أدبية، كُتب بقلم أنثوي حرّ، هدفه الخير ورسالته نفعُ الأمّة ودفعها إلى ما فيه التّقدم والصّلاح، طلبت إليّ صاحبته الأستاذة الخلوقة لطيفة أسير أن أقرأه وأعلّق عليه إن كان يستحقّ ذلك، وإلا فيُطوى ولا يُروى، ويُستر كما تُستر العورات. وهذا من تواضعها كما عهدتها جزاها الله خيرًا؛ فقد قرأتُ الكتاب كله قراءة متأنيّة فوجدته حافلًا بالخير والحبّ والجمال، خاليًا من النتوءات التي قد يتعثّر بها القارئ ولا يجد في نفسه نشاطًا لإكماله كما هو الشأن بالنسبة لكثير من كتابات أهل العصر. شعرتُ وأنا أُطالع كتابها هذا – الذي أسأل الله أن يكتب له القبول – بصدق الكلمة وقوتها ووضع العبارة في المكان المناسب لها، والمضامين الرّاقية التي تستحق الإشادة والتنويه. متجنّبة فيها الرّمز والغموض والاستخفاف بالقارئ؛ فلن تجد بين حروفها طلاسم كطلاسم الحلّاج في القديم أو أدونيس في العصر الحديث؛ فهي في مقالاتها تنحو منحى إسلاميًّا صرفًا لا تجد فيه عوجًا ولا أمْتًا. وهذا ما يميّزها حتى في كتاباتها المختصرة على المواقع التواصلية على الشّبكة، فمُذ قرأتُ لها من سنوات خلت وأنا أقول: لا بدّ أن يصل صوت هذه الأستاذة إلى النّاس في يوم من الأيّام لإخلاصها، وصدقها، واجتهادها في الكتابة والقراءة؛ فهي منشغلة بالتدريس صباح مساء، وكانت تُعاني من مرض يلمّ بها بين الفينة والأخرى، ورغم ذلك استطاعت وسط هذا الرّكام من الانشغالات وصروف الدّهر أن تلبّي حاجاتها الفكرية قراءة وكتابة لله درّها. وصدق أبو الطيّب حين قال:
وإذا كانت النّفوس كبارًا
تعبتْ في مُرادها الأجسامُ