الراوي والمتجردة

ebook رواية

By بنسالم حميش

cover image of الراوي والمتجردة

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

و«حين يُشار بالأصبع إلى القمر، يقول مثل صيني، لا ينظر الغبـيّ إلا إلى الأصبع». سؤال: والذي يشيح بنظره عنهما معًا، مَن يكون؟ وهل فعله ناتج عن فطنة وبصيرة أم يا ترى عن شيءٍ آخر؟

ومهما يكُنِ الأمر، فهذا الحال أمسى حالي، لكنْ لا حاجة بي إلى إدامة التفكير فيه بتحويله إلى شأنٍ مقيم أو مادة أحرك حولها اهتمامي وأقلامي، لا سيما وأني منذ مُدَّة جعلت وكدي في تنكير أناي، ما قدرت، وتعليقِ الكلام فيه أو عنه، عساني أستفيق ذات صباح غريبًا عنه، أي وقد شُفيتُ منه واسترحت. وأعلم أن المهمة شائكةٌ شاقة، تستوجب تمارين في فطم النفس عن عاداتٍ وزوائدَ شتَّى، كما في الميل إلى التقليل من العلائق مع الأغيار في أفق تصرَّم أغلبها فتلاشيها. ولو لم أُعرَف، أيام مخالطاتي ونهضاتي، بكوني الصبور على المشاق، لكنتُ استوعرتها وقعدت دونها.

«أن نحيا معناه أن نكون لأمدٍ مديدٍ مرضى». هذا قولُ سقراط الذي أنكره نيتشة وتأباه، هو المريض مدى الحياة. وحيال سيول الأحكام ونقائضها، كل نفسٍ بما تمثلت وجرَّبت رهينة. وعليه، الحياة الحرة المسؤولة، في ظني وتقديري، انتقال من تشوق إلى تشوق، وإلا فهي عبثٌ وملالة، بل عبءٌ على النفس ثقيل، يجذب إلى قفرٍ مريرِ الرتابة التي شبَّهها حكماء بنصف العدم.

الراوي والمتجردة