ينطوي هذا الكتاب على أهمية خاصة، فهو من الدراسات القليلة التي تولي اهتمامًا لدراسة تاريخ أمريكا اللاتينية وعلاقاتها الخارجية مع بقية دول العالم ومنها بطبيعة الحال الولايات المتحدة الأمريكية. وتكمن أهمية هذا الكتاب في توضيح الدور الكبير الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في فرض هيمنتها على دول أمريكا اللاتينية ومنها الأرجنتين، وفرض سيطرتها عليها، واستغلال واستنزاف ثرواتها بشكل كبير. من المهم الرغبة في البحث والدراسة في تاريخ دول أمريكا اللاتينية بشكل عام، وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاهها بشكل خاص، نظرًا لأهمية هذه المنطقة بالنسبة لها، إضافة إلى دراسة التجربة البيرونية وفهم أبعادها المختلفة، لما أحدثته من إصلاحات اقتصادية، واجتماعية، وسياسية، أثرت على هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية داخل القارة اللاتينية، لذا أبت الولايات المتحدة الأمريكية أن يقدر لتلك الدولة النجاح، وتحينت الفرصة، بل والوقت المناسب لإحداث أزمة اقتصادية حقيقية بالأرجنتين. وبناء على ذلك، يهدف هذا الكتاب إلى دراسة السياسة الأمريكية تجاه الأرجنتين في الفترة الممتدة بين عامي (1943 - 1955)، ورصد مراحل تطورها، وتحليلها في ظل الأحداث والتطورات التي مرت بها من جانب، والتطورات العالمية المتعلقة بالصراع الأمريكي السوفيتي، من جانب ثانٍ، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على جانب من التدخلات الأمريكية في الشئون الداخلية لدول أمريكا اللاتينية، دفاعًا عن مصالحها الاقتصادية.