
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
مر العالم بأزمة لم يشهد مثيل لها منذ عقود، ظهرت من خلال انتشار عدوى الإصابة بفيروس كورونا في مدينة "ووهان" الصينية ليشمل في انتشاره كل دول العالم، حتى أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية "جائحة" بدلًا من "وباء" نظرًا لسعة الانتشار وخطورة الإصابة وعظم التأثير والتداعيات. لقد عدَّت أزمة كورونا من أكثر الأزمات صعوبة وتعرض لتداعياتها مختلف دول العالم، ولم تفرق الإصابات بين عرق أبيض أو أسود أو بين دين أو معتقد دون الآخر أو بين دولة متقدمة وأخرى نامية. وبقدر تزايد الإصابات بالفيروس في دول العالم بقدر ما كانت الخسائر في الأنفس والاقتصاديات حتى تعرض الأمن الإنساني للخطر ودخلت الدول في معترك التنافس والصراعات في الساحة الدولية ووظفت الأزمة لكسب الحلفاء من جهة ولضرب الخصوم أو منافستهم من جهة أخرى. وصارت الساحة الدولية في ظل حراك متزايد لفواعل النظام العالمي سواء من الدول أو المنظمات الدولية. فكانت الطروحات وما رافقها من جدل وتوجهات حول مدى تأثير تداعيات جائحة كورونا على طبيعة وهيكلية النظام العالمي القائم منذ انتهاء الحرب الباردة وتصدر الولايات المتحدة الأمريكية لقيادة العالم.ومن هنا يتبادر إلى الأذهان تساؤلات عديدة عن العالم واحتمالية التغيير فيه في ظل تداعيات أزمة جائحة كورونا، يسبقها سؤال أساسي يتمثل بـ : كيف أثرت أزمة جائحة كورونا على الدول والنظام العالمي؟ ومن هذا السؤال تتفرع أسئلة أخرى تتجلى بـ : ما التأثيرات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والإنسانية لأزمة جائحة كورونا؟ وما الاحتمالات المستقبلية لتأثير هذه الجائحة على هرم النظام العالمي وهيكليته؟ ومن يتولى صدارته وزعامته؟