هناك في الجبال يلتقي "تاناباي" حصان رهوان "غولساري" لأول مرة، ويرتبطان برباط وثيق لا تنفصم عراه، لكن الأجهزة البيروقراطية ذات الأفق الضيق والشكلانية عمدت إلى محاكمته، باعتباره مسئولا عن موت الحملان، إلى جانب تهجمه على المسئول الحزبي، ففصلته من الحزب، وطلبت إليه تسليم بطاقته الحزبية.. في "وداعا يا غولساري" يوضح جنكيز أيتماتوف ملامح التجربة الاشتراكية.. ما يحدث غريب بحق، لم يوفق "تاناباي" في الدفاع عن نفسه، لقد بت مرافعته، ربما لأنه أحس بأن ليس ثمة جدوى، وأن القرار كان قد اتخذ مسبقا، وعندما مد يده إلى ما تحت الثياب، هناك قريبا من القلب، حيث كان يحتفظ بهويته الجزبية، ووضعها فوق الطاولة، حارة مشبعة برائحة الجسد الإنساني، شعر بالضآلة، البرد، فيما أخذت البطاقة تنكمش وتتجعد.