هل شواغل التراث من شواغل العصر؟ الجواب هو نعم. لا مراء في ذلك وهذه حقيقة يجب أن لا تغيب عنّا، ومن ظنّ غير ذلك فقد وهم. لا تبديل لخلق الله، ولا سبيل للقطع التامّ مع جينات ورثناها عن أجدادنا. وتتأكّد الحقيقة ويطفو الموروث على السطح كلّما كانت الفرصة سانحة ويبرز جليّا في زلاّت اللّسان وفي تناقض المواقف من قضيّة ما أو رأي في حال الأزمات من خوف أو غضب، أو في حال الضّعف وفقدان التوازن. ذلك أنّ الإنسان وحتّى يأتي ما يخالف ذلك، وفي انتظار أن يظهر الإنسان المعدّل جينيّا، كائن يولد بموروث جيني يحدّد عمل خلايا الجسم طيلة حياته، ويكتسب موروثا ثقافيّا في السنوات الأولى من مسيرته في التعامل مع المحيط وقبل أن يصبح قادرا على التمييز بين الأشياء، ومؤهّلا للاختيار. وقد يتواصل ذلك الاكتساب إلى ما بعد السنوات الأولى في المدرسة وفي المحيط الثقافي الاجتماعي.