يُعّد الاتصال مظهر من أهم المظاهر في حياة الإنسان وهي أداة رئيسية توفر للأفراد والمجتمعات البشرية فرصة للتفاعل الآخرين مع بيئاتهم والتكيف معها، حيث إن الاتصال من أكثر المهارات والأنشطة التي يقوم بها الإنسان في حياته ونجاح تلك العملية أو فشلها يعتمد على الكثير من العوامل الاجتماعية والنفسية والسلوكية التي يتعرض لها الأفراد في مجتمعاتهم، وهو أيضا وسلوك إنساني يستخدمه الفرد من أجل بناء المعلومات والمصلحة التي تجعل لحياته الاستمرارية، ويعتبر الاتصال صورة من صور النشاط الإنساني النابع من حاجة هذا الإنسان إلى الآخرين في إشباع دوافعه وحاجاته الأولية وإلى تنمية المشاركة والتفاعل مع الآخرين وتبادل الأفكار والآراء والمعلومات التي تزيد من فرص النجاح والبقاء في جميع الظروف، وعلى ضوء ذلك فإن هذا الكتاب سوف يسلط الضوء على أهمية العلاقة بين مفهوم الذات ومهارات الاتصال، حيث يوجد تاريخ طويل عبر سنوات من الأدب النفسي الذي يدعم وجود علاقة بين إدراك الذات والاتصال من خلال وضع صله بين إدراكات الذات ومفهوم الذات من خلال الأبحاث التي أكدها الكثير من العلماء ومن خلال نظرية مرآة النظر وقد بسطت هذه النظرية فكرة أن الذات تعتبر محصلة للعالم الاجتماعي الذي يعيش الفرد داخله، أي أن الذات تنتج عن تفاعل الكائنات البشرية في البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد.