سر المعراج وتجليات المراقي

ebook

By Sedki Chaabani

cover image of سر المعراج وتجليات المراقي

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today
Libby_app_icon.svg

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

app-store-button-en.svg play-store-badge-en.svg
LibbyDevices.png

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Loading...

اللّيل ساج في الخارج؛ وفي الغرفة ترين الظّلمة والعتمة، وأنا متمدّد فوق السّرير، أنشد النّوم ولا أستطيعه. تقلّبت كثيرا في الفراش... أغمضت عينيّ مرارا... غطّيت كامل جسدي لأمنع تسرّب الأفكار من التّسلّل داخلي... أزحت الغطاء لأنفض عن نفسي كلّ الهواجس اللّعينة الّتي تضخّمت بداخلي، في غفلة منّي، ولكن دون جدوى... قمت، وخطوت في وحشة الظّلام نحو الأباجورة فأنرتها. نظرت إلى السّاعة فوق نضد قريب... كانت السّاعة تشير إلى الواحدة والنّصف بعد منتصف اللّيل. ماذا يمكن لأحد أن يفعل في مثل هذه السّاعة المتأخّرة من اللّيل؟!... أن ينام؟ فما حيلته إذا لم يستطع النّوم!!... أن يطالع؟ فماذا يفعل إذا لم تكن لديه رغبة في القراءة... فجأة خطر ببالي ذلك الإعلان القصير في ذلك العدد القديم من تلك الجريدة الأسبوعيّة... اتّجهت صوب ذلك الحاجز الّذي يفصل الغرفة إلى شطرين... فوقه كانت تستريح الجريدة في صمت وسكون مطبقين... بحثت عن الإعلان؛ وبعد لأي وجدته؛ لكن كان إعلانا آخر، مغايرا تماما، وبدل تلك الأسطر السّتّة كانت هناك أسطر أخرى... قرأت، وأنا لا أكاد أصدّق عينيّ:
"بشّــــــر أحبابــــــي وأهـــــــل مودّتـــــــــــي
وكلّ قريــــــــــب ذا يريـــــــــد مســــــــــرّتي
أفراحنــــــا قـــــد أقبلـــــــــت أوقاتهــــــــــــــا
ولذيذ أفراحـــــــي وجـــــــــــــود أحبّتـــــــــي
بعد إهدائكم عاطر التّحيّة وأزكى السّلام، فإنّ عائلتي:
عبد الله مهران وحامد سعد الدّين
لهما عظيم الشّرف باستدعاء جميع الأصدقاء والخلاّن لحضور حفل زفاف ابنهما وابنتهما:
مظفر عبد الله وراوية حامد
والعاقبة لكم في المسرّات."

جعلني ذلك أتساءل، دون إحساس واضح، على وجه التّقريب:"هل كنت رأيت حقّا ما رأيت؟ وسمعت بأذنيّ ما سمعت؟ أم هي مجرّد تهويمة من تهويمات الذّهن الجامحة؟ وأنّ تلك الحكاية العصيّة القصيّة ما هي في النّهاية إلاّ حدود مرسومة لأركان زنزانة بداخلي؟!"

سر المعراج وتجليات المراقي