في شارع جانبي ضيق في مدينة صغيرة عتيقة، مرصوفة بالحجارة وبيوتها مرتفعة الأبواب مزينة الحواف مطعمة بتفاصيل أزمان ماضية، كانت قد أوشكت الشمس على المغيب، بينما تقف مجموعة من الناس في كامل أبهتهم مزدانين بملابس سوداء رسمية ويطرق أحدهم باب بيت قديم منقوش على خشبه رأس غزال مكسور القرن، انتظروا عدة دقائق ولم يجب أحد عليهم، تململوا ودار الهمس بينهم بينما تتأكد السيدات من تمام زينتهن ويجري الأطفال وراء قط صغير ضل عن أمه، ثم بعد القليل من الانتظار تواصل إلى أسماعهم صوت خطوات بطيئة تقترب من الباب تلاها فتحه بأزيز ينم عن ثقل وزنه وقدمه، ويظهر من ورائه سيدة كبيرة السن في كامل زينتها تنظر إلى الواقفين أمامها بدهشة وترحاب.