مؤسسة الرئاسة والبرامج الحوارية: المعالجة الإعلامية وعلاقتها باتجاهات الجمهور
ebook
By د. سارة نصر محمد
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
قُدر لمصر بحكم موقعها وجغرافيتها أن تصبح محط أنظار وأطماع العالم إلا أن ذلك أيضاً قد وهبها ريادة إقليمية وجعلها دولة محورية كبري، ومن هنا فإن صانع القرار السياسي المصري على مدار التاريخ لم يغفل تأثير تلك الحقائق الجغرافية والتراكمات التاريخية، والتي تفرض عليه تبني مفهوماً شاملاً للأمن القومي يتناسب مع دورها ومواقفها السياسية ويحقق لأهلها ولجيرانها الأمان.وقد تشكلت الأعباء التي تواجهها أول مؤسسة رئاسية منتخبة في أعقاب ثورة يونيو 2013 كونها جزءاً لا ينفصل عن الوضع الإقليمي في المنطقة العربية، وذلك ما بين إرهاب يروع ودول شقيقة تتساقط واحدة تلو الأخري وتدخلات خارجية تنال من سيادة الدول واستقرارها وتفكك نسيج أبنائها بإستقطاب بعضهم وإقصاء الآخر على أساس دينى أو مذهبي أو طائفي لتغيير خارطة العالم العربي، بل وقد امتد التهديد ليصل للأمن المائي وحقوق مصر التاريخية المائية لوقف قطار التنمية المصرى وتحجيم دورها.أما على المستوى الداخلى فيأتي علي رأس تلك المشكلات مكافحة الارهاب والذي قد اتخذ أشكالاً مختلفة، فأصبح إرهاباً فكرياً ودينياً وسياسياً مُدرباً ومُدعماً بقوى وتنظيمات وأجهزة أمنية ومخابراتية إقليمية ودولية لها أطماع بمصر، وتبلور ذلك في السعي الدائم للسيطرة علي حدود مصر الشرقية والغربية لاختراق وحدة الشعب المصري وتفكيك مؤسساته شأنه شأن كثير من الدول التي تسللت إليها أيادى الإرهاب وانتهت بالتفتيت وتشتيت أبنائها، والذي قد انعكس بدوره على الوضع الاقتصادى تاركاً بعض الأزمات الاقتصادية التى عصفت بالدولة كنتاج لمكافحة تلك العمليات الإرهابية وتأمين الحدود، هذا بالإضافة إلي الزيادة السكانية التي أفرزت البطالة والأمية والجهل والتي تعيق الجهود التي تبذلها الدولة ومحاولات تحقيق استراتيجيات تنموية واضحة ورؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.على أن أساليب الحرب والإرهاب لم تكن كعهدها سابقاً بل تطورت لما يسمي حروب الجيل الرابع، حيث استغلت الجماعات الإرهابية والدول المعادية تأثير وسائل الإعلام فى تحديد وتشكيل اتجاهات الفرد تجاه البيئة السياسية، فنشرت الإشاعات وبثت تسجيلات محرفة عبر وسائل الإعلام المرئي ومواقع التواصل الاجتماعي لتضعف ثقة الشعوب بقيادتها وتبث الرعب في نفوس معارضيها.ومن الجدير بالذكر أن الرئيس المصرى كثيراً ما طالب أن يسانده الإعلام بأدواته وإمكانياته وكوادره بما يتناسب مع قوة وشراسة الحرب التكنولوجية الحالية، وذلك بتوحيد الهدف وتحديد أولويات الخطاب في إطار استراتيجة واضحة المعالم توظف كافة وسائل الإعلام وتعتمد علي المعلومة الصحيحة والدقيقة بالسرعة المطلوبة لضمان سرعة التفاعل والقضاء علي كل ما قد يسبب أزمات ويثير الرأى العام، بل إنه طالب المجتمع الدولي للقيام بدوره وتحمل مسئوليته في محاربة الإرهاب بإغلاق مواقع الإرهاب علي الإنترنت، ويكتمل ذلك الدور باهتمامه بالتواصل بشكل دائم مع الإعلام المصرى والخارجى بما يساهم في تقليص المسافات بينه وبين المشاهد ويقدم لهم المعلومة الموثقة بما يحقق الشفافية المطلوبة وينشر الحقائق ويدحض الشائعات، هذا إلي جانب سعيه الدائم لدمج الشباب سياسياً حيث إن مشاركتهم فى العمل السياسى هي أحدى الوسائل الهامة للقضاء على جذب الإرهاب لأعضاء جدد تحت مسمى الكبت والتهميش السياسي، فخلق أى عضو جديد لتلك الجماعات يبدأ بإحساسه بالفشل واليأس ثم الانعزال والتأثر بالتفسيرات الخاطئة للدين ثم اللعب على وتر البطولة وتحقيق الذات التى يفتقدها.ومن ثم فإن أهمية مؤسسة الرئاسة الحالية تتناسب مع قدر التحديات المختلفة خارجياً وداخلياً والمشكلات التي تقع على عاتقها من فترات سابقة، وبما أن اتجاه الأفراد نحو السلطة والرؤساء يتأثر بمدى رضاهم عن أدائهم ومدى قدرتهم على الإيفاء باحتياجاتهم ومتطلباتهم المختلفة وخاصة الاقتصادية، ونظراً لإن الرضا عن الأداء مفهوم ديناميكى متغير يختلف من فرد لآخر ومن فترة لأخرى، وأن اتجاهات الفرد نحو السلطة تعتمد بشكل ما على الصورة الذهنية التى يكونها عنها والتى تساهم فى تكوينها وسائل الإعلام بما تعرضها عنها سواء سلباً أو ايجاباً.وتأتى أهمية البرامج الحوارية خاصة نظراً لإرتفاع مستويات التعرض والمشاهدة لها حيث تلعب دور الوسيط بين الجمهور وكثير من الأحداث الجارية فى الشارع المصري، فهو يبحث