
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
شهدت المنطقة العربية عام 2011 أحداثاً وثورات أدت لتغيير عدد من أنظمة الحكم في الدول العربية كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن بينما لازال بعضها مستمراً في محاولاته كما هو الحال في سوريا، هذه التغيرات جعلت من المنطقة العربية محوراً للأخبار حيث لم تحقق معظم البلدان التي ثارت استقراراً سياسياً بأنظمتها الناشئة بعد هذه الأحداث وهو ما انعكس على الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمشهد بشكل عام في تلك الدول، وهو ما جعل تلك الدول تحتل مكاناً بارزاً في الأخبار العالمية لتكون محط اهتمام في التغطيات الإخبارية التلفزيونية والمسموعة والصحف ومواقع الإنترنت. ومن الطبيعي أن تغيير الأنظمة الحاكمة يعني تغيراً في العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الدول الأخرى، وفي الغالب فإن الدول تسعى لإيصال سياستها والترويج لها من خلال حملات إعلامية تعمل على تشكيل رأي عام مؤيد لأفكارها من خلال إدارة أو توجيه وسائل الإعلام لخدمة هذه المصالح ولتكتسب تأييد الشارع لمشروعاتها ومقترحاتها، وأحيانا تستخدمها لاختبار تقبل تطبيق قانون جديد أو استصدار قرار من شأنه المساس بالمواطن بشكل مباشر عبر استخدام وسائل الإعلام للإعلان عنها "كبالون اختبار" وبالتالي فإن الإعلام يمثل أداةً فاعلةً في العملية السياسية في الدول داخلياً وخارجياً، ونظراً لهذا الدور الهام الذي يلعبه الإعلام فقد أُطلِق عليه السلطة الرابعة في إشارةٍ لدوره إلى جانب السلطات الثلاث - التشريعية والتنفيذية والقضائية – في تسيير شئون البلدان. بتطور وسائل الإعلام وبتنوع أنماطها وأشكالها ازداد تأثيرها، وأختلف حجم هذا التأثير تبعاً لمجموعة من المتغيرات الديمغرافية ولكنها إجمالاً في تزايد مضطرد، ولعل هذه التطورات المتسارعة التي شهدها الإعلام في العقدين الأخيرين يجعلنا نسترسل في دراسة هذه الظواهر لمعرفة تأثيراتها وطرق استخدامها بالشكل الأمثل الذي يخدم المتلقي، ومن بين تلك الظواهر التي بدأت تتطور بخطىً حثيثةٍ هو ما يشهده الإعلام التلفزيوني في العقدين الأخيرين من ظهور قنواتٍ تلفزيونيةٍ غربيةٍ تبث من دولٍ أجنبيةٍ موجهةٍ للعالم العربي ناطقةٍ باللغة العربية لتستهدف المواطن العربي، وهو ما اهتم به هذا الكتاب، و ذلك من خلال تسليط الضوء على المحتوى الذي تبثه هذه القنوات، و تركز الكتاب تحديداً على ما يتعلق بالشأن الليبي في محاولة لمعرفة الصورة التي تهدف هذه القنوات لتشكيلها لدى المواطن الليبي خصوصاً والعربي بشكل عام حول قضايا معينة، من خلال إمداده بالمعلومات حول هذه القضايا، ومعرفة الصورة التي تحاول تلك القنوات رسمها لدى الأنظمة والشعوب وكيف تروج لمشاريعها وسياساتها تجاه المنطقة بعد التغييرات السياسية وكيف ترمي لتحقيق مصالحها و أولوياتها التي تتناسب وطبيعة المرحلة.ويتبلور الاشكال الذي يحاول الكتاب فك بعض من طلاسمه بصورة أدق في ظهور العديد من القنوات الموجهة للمنطقة العربية من دول خارج المنطقة في الفترة الأخيرة، والتي أصبحت مصدراً للأخبار لبعض المواطنين من هذه الدول وتزودهم بالأخبار حول قضايا وشئون بلدانهم بما يتناسب مع توجهات وسياسات الدول الباثة تجاه هذه الدول، وسنحاول من خلال هذا الكتاب معرفة أساليب المعالجة الإخبارية والأطر الأساسية المستخدمة للقضايا والشئون الليبية المعروضة في القنوات الفضائية الموجهة من الخارج باللغة العربية.ولم يكن اختيار الموضوع جزافا بل جاء لبروز عدة نقاط تستلزم منا الوقوف على هذا الأمر لمعرفته بشكل علمي مدروس في محاولة لتلافي وقوع التأثيرا تالمستهدفة من وراء هذه القنوات حيث يرجع ذلك لعدد من المسببات نحاول ذكر بعضها في النقاط التالية: 1- وجود هذه القنوات يعد دليلاً على أهميتها في لعب دور سياسي لتحقيق أهداف وأيديولوجيات الدول الباثة والداعمة لها وهو ما يجعل من دراستها رافداً يوضح دور هذه القنوات في تشكيل الرأي العام. 2- معرفة الأساليب التي تتبعها هذه القنوات عند تناول المواضيع المتعلقة بليبيا بعد التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي الليبي والتي فرضت أولويات جديدة للدول الباثة ورصد تناول الموضوعات السياسية الثنائية وأطر معالجتها، يتيح معرفة المواقف السياسية الجديدة، وكيفية توظيف الإعلام في خدمتها