يأتي هذا المؤلف كثمرة أولى في بستان الدراسات الإعلامية الإسلامية على شبكة الإنترنت وتعد أول دراسة علمية بحثية تحلل مواقع عربية إسلامية على شبكة الإنترنت تنطلق من قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة وتبحث في المحتوى العلمي لتلك المواقع الإسلامية التي بدأت فى الظهور على شبكة الإنترنت في عام (1993) وكانت المواقع الإسلامية في البداية باللغة الإنجليزية، وقام بإنشائها مسلمو الغرب الذين أدركوا قبل غيرهم أهمية هذه الشبكة، وبعد ذلك بدأ ظهور المواقع الإسلامية باللغة العربية وبعض اللغات الأخرى، لكنها كانت غير ذات تأثير لأنها كانت بدائية في التصميم والمحتوى، وتنطلق من منطلقات مذهبية، ثم انتشرت بكثرة العديد من المواقع العربية الإسلامية على شبكة الإنترنت.وقد وجهت الكاتبة من قبل مشرفها على رسالة الماجستير والأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون الدكتور سامي الشريف على ضرورة دراسة تلك المواقع والقضايا العربية والإسلامية المطروحة بها وخاصة بعد ازدياد الهجمة الشرسة على المسلمين والعرب ولصق تهمة التطرف والإرهاب بهم والتي ارتبطت بهم منذ أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر فكان لزاما علينا دراسة الصورة التي يرسمها المسلمون عن أنفسهم في تلك المواقع وأهم القضايا التي طرحوها في تلك الفترة.حيث عُقِدَت جلسات مناقشة مطولة عن المحتوى العربي على الإنترنت، والصعوبات التي تواجهه في ظل التقدم التكنولوجي والتطورات التي يشهدها مجال تطوير المحتوى عبر منصات الإنترنت المختلفة أظهرت أن اللغة العربية تشكل 4% فقط من المحتوى الموجود على الإنترنت، رغم أنها اللغة الرابعة من حيث الانتشار عالميًا بعد الإنجليزية والإسبانية والصينية، وهذا الأمر يُظهر مدى حاجتنا للسعي نحو تطوير المحتوى، ويزيد من فرصة ارتفاع عدد المنصات العربية على الإنترنت.ويتناول الفصل الأول للكتاب الإطار المنهجي للدراسة وأهمها مشكلة الدراسة القضايا التي يتم مناقشتها من خلال عينة من المواقع العربية الإسلامية على شبكة الإنترنت والصورة التي تقدم عن الإسلام، والتي تمثل اتجاهات وانتماءات متباينة، وذلك من خلال تحليل محتوى عينة من هذه المواقع، وهي: "موقع إسلام أون لاين. نت، وإخوان أون لاين. نت، ودليل الشيعة. نت"، إلى جانب عمل دراسة ميدانية على عينة تتكون من 400 مفردة من مستخدمي شبكة الإنترنت الذين يتعرضون لتلك المواقع الإسلامية للتعرف على مدى اعتمادهم عليها كمصدر للمعلومات الدينية التي تقدم عن الإسلام وتقييمهم للموضوعات التي تعرضها تلك المواقع.بينما يتناول الفصل الثاني نشأة الإنترنت وتطورها خلال سنوات عديدة منذ عام 1990، وهو بداية انتشار خدمة الإنترنت بصورتها الحالية، تطور أعداد مستخدمي الإنترنت من 39.5 مليون مستخدم عام 1995 إلى 1.022.863.307 ليفوق المليار في المرة الأولى في التاريخ عام 2006، كما أظهرت نتائج تقرير الرقمنة العالمية لعام 2018 أن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم تجاوز 4 مليارات مستخدم.وأشار التقرير إلى أن 3 مليارات يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي حيث يستخدم 9 من أصل 10 مستخدمين هواتفهم الذكية للدخول على موقع التواصل الاجتماعي، والتواجد العربي على شبكة الإنترنت يواجه العديد من المعوقات، من أهمها غياب مدخل عربي للدخول إلى شبكة الإنترنت، كما أن الارتباط بشبكة الإنترنت يجب أن يتم عبر أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى افتقار الدول العربية للإطار التشريعي المناسب للتعامل مع شبكة الإنترنت، تعتبر تونس أول بلد عربي وإفريقي يرتبط بشبكة الإنترنت العالمية، وتليها مصر والجزائر، ثم الإمارات والأردن واليمن والمغرب، ثم قطر والسعودية والسودان وسوريا وعمان وليبيا، ثم ارتبطت بعد ذلك لبنان وفلسطين والكويت. أما الفصل الثالث فركز على تجربة المواقع العربية الإسلامية على شبكة الإنترنت ويحتوي الفصل على دليل بأهم المواقع العربية الإسلامية على شبكة الإنترنت، نشأة المواقع عينة الدراسة التحليلية (موقع إسلام أون لاين.نت – موقع إخوان أون لاين. كوم - موقع دليل الشيعة. نت).بينما تناول الفصل الرابع نتائج الدراسة التحليلية التي تم تطبيقها على ثلاثة مواقع إسلامية من خلال استمارة تحليل المضمون وهم مواقع (موقع إسلام أون لاين. نت – موقع إخوان أون لاين. كوم - موقع دليل الشيعة. نت) والذين تم اختيارهم بناء على دراسة استطلاعية لأهم 3 مواقع إسلامية على شبكة الإنترنت في هذا التوقيت.وقدم الفصل الخامس نتائج الدراسة الميدانية التى أجريت على عينة من مستخدمي...