
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
لم يعد هناك شك في أن العصر الحاضر هو عصر الإعلام، ليس لأن الإعلام ظاهرة جديدة في تاريخ البشرية، بل لأن الإعلام الحديث قد بلغ غايات بعيدة في سعة الأفُق، وعمق الأثر، وقوة التوجيه. وكلما كان السلاح الإعلامي أكثر مضاء وفاعلية، كانت المسئولية جسيمة. (بهاد الدين محمد حمدي، 2013، 3) وقد أثارت الصورة الإعلامية اهتمام عديد من العلماء في مجال الإعلام، حاولوا أن يحددوا الفرق بينها وبين الأنواع المختلفة من الصور الأخرى؛ كما تبين أن كثيراً من الصور الذهنية التي يكونها الإنسان في المجتمع الحديث مستمدة من وسائل الإعلام على اختلافها، لاسيما المرئية منها. فيتأثر المشاهدون بهذه الصور التي تقدم إليهم من خلال وسائل الإعلام، ويكونون بها المفاهيم التي يتعاملون من خلالها مع المجتمع المحيط بهم، ولا شك أن الاشكال الدرامية التي يقدمها التليفزيون مثل المسلسلات والأفلام تقوم بدورها في عملية تشكيل السلوك، وتعديل، وترسيخ المفاهيم، وتشكيل الصور الذهنية في المجتمع الذي انتجت فيه، لقد أصبحت الدراما من أهم العوامل المؤثرة في تشكيل تصورات وأفكار واتجاهات، وسلوكيات الجماهير بالأنماط، والصور الاجتماعية المختلفة التي تبرزها مضامين هذه الأعمال الدرامية. (عمرو محمد سعد، 2007، 3). حيث تجذب الدراما جمهوراً كبيراً من خلال تقديمها في وسائل الاتصال المختلفة؛ وتقدم قصصاً مختلفة، وأحداثًا جذابة، كما تقدم شخصيات قد يتعاطف معها الجمهور فيكرهها أو يحبها، ويتوحد معها أو ينفر منها، ولكنه في جميع الأحوال يحرص على متابعتها ومعرفة ما يجري فيها، وقد يتفرغ تماماً عند المشاهدة، أو يصاب بالضيق عندما يعوقه عائق عن متابعة الأعمال الدرامية التي يحبها. فالدراما قادرة علي ربط خبرات الأفراد بالبناء الأخلاقي والقيمي، وقادرة على توسيع تعاطف المشاهدين وجذبهم نحوها... ولكن يُخشى على الدراما من التأثر بالجانب التجاري، والانسياق خلف رغبات الناس، وغرائزهم، بدلاً من التركيز على القيم الأصيلة، والسمو بالنفس البشرية، وإيجاد تفسير ومعني للحياة. (Sue Thornham, Tony Purvis, 2005, 21).وقد احتلت المسلسلات التليفزيونية مركزاً مهماً بين ما يعرضه التليفزيون منذ ظهوره حيث تُستخدم لنقل الأفكار للمشاهد عن طريق الصور المتحركة، والتوليف والمزج بين المشاهد؛ ليقدم مشاهدة منطقية للأحداث. ففي دراسة لمحمد معوض إبراهيم (2003) عن مشاهدة الدراما أكد (85%) من العينة موضع الدراسة أنهم يشاهدونها بانتظام، وأكد (15%) منهم أنهم يشاهدونها بصفة غير منتظمة، وقد احتلت الدراما التليفزيونية المقدمة باللغة العربية المرتبة الأولى لدى عينة المشاهدين بنسبة بلغت (95%)، كما أثبتت دراسة مروة محمد أحمد (2014) أن المسلسلات العربية أهم المواد التليفزيونية التي يقبل المبحوثون على مشاهدتها، حيث جاءت في الترتيب الأول بنسبة بلغت (90.32%)، وكذلك جاء في الترتيب الأول مكرر الأفلام السينمائية العربية.ولقد تناولت بعض الأعمال الدرامية المصرية العديد من الموضوعات التي تنتهك الحقوق القانونية، والأخلاقية، والقيم الاجتماعية سواء في الأعمال التراجيدية أو الكوميدية أو الميلودراما. (منال أبو الحسن، 2009، 167) وقد تناولت أيضا الهيئات والمؤسسات والشخصيات العامة في ظل ثراء، وتنوع محتواها ومضامينها واختلافها، وقد رسمت صوراً إعلامية إيجابية في بعض الحالات وسلبية في البعض الآخر؛ وشكلت بالتالي صوراً ذهنية لدى متابعيها ومشاهديها من جميع الفئات عن تلك الهيئات والمؤسسات والأشخاص العامة. ويودع في السجون كل عام في جميع أنحاء العالم عدة ملايين من البشر، ذلك جزاء أفعال قد ارتكبوها تعتبرها المجتمعات التي يعيشون فيها أفعالاً إجرامية. وفي مقابل هؤلاء يوجد ملايين الضحايا الذين وقع عليهم الضرر بسبب هذه الأفعال الإجرامية فتكاد تكون الجريمة هي الشغل الشاغل لجميع المجتمعات، وربما تنشغل بها بصورة ملحة أكثر المجتمعات تقدماً وحضارة، فمعدل الجرائم في الولايات المتحدة مثلاً مرتفع بحيث تقع أكثر من جريمة كل أقل من دقيقة، كما أن كلفة مقاومة الجريمة في تلك البلاد باهظة. (محمد ربيع شحاته، 2003، 19).ولا شك أن نجاح المؤسسات العقابية في تحقيق أهدافها الإصلاحية يتوقف على نجاحها في الأخذ بالأساليب العقابية الحديثة. (محمد السباعي، 2009، 9) فهذا الإنسان السيء الخلق الذي ارتكب جريمة ما، لم تسمح له ظروف بيئته أن يكون إنساناً صالحاً ذا أخلاق حسنة وضمير حي... وليس كل الاشخاص المسجونين أشراراً فقد يكون من بينهم صالحين. من هنا فإن عقوبة السجن للإنسان...