يركز هذا الكتاب على الموقف العقلاني الذي يرى أن الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هي "السلم" وليس الحرب. سواء أكانوا أتباع اليهودية والنصرانية أم انصار الشرائع البشرية.. فالإسلام يقرر الاعتراف بالتنوع في الأديان، والأعراق، والأجناس، وسنن التدافع والتنافس الإنساني لتحقيق المصالح، وصرف الفساد عن الأرض على ضوء المبادئ التي أرساها القرآن الكريم والسنة النبوية.إن نظرة الإسلام الدقيقة للمختلفين – غير المسلمين - تعد رؤية حضارية لم ترتق إليها المواثيق الدولية حتى الآن. فهو يفرق بين محاربين وأهل عهد و أهل ذمة. وأهل العهد هم: (أهل الذمة – المستأمنون - أهل الصلح والهدنة). وبين من ليس له عهد مطلقا: وإن تعاملنا مع الآخر في إطار فقه العلاقات الدولية على قواعد عامة منها: الإيمان برب واحد.والأصل الواحد للإنسانية ورفض العصبية المؤدية للصراع، وسلامة فطرة الإنسان الخيرة، والنفع العام للجميع والتعاون على الخير، وحاجة الإنسان للهداية من الله.مع تقرير تمايز واختلاف الأمم والشعوب، وحرية العقيدة الدينية، وكف الأذى ومنع العدوان، ونصرة المستضعفين والمظلومين، والوفاء بالعهود والمعاملة بالمثل، والعدالة، واستمرارية الحوار.إننا أمام كتاب جاد يمس علاقات حساسة في المجتمع. وقد أجادت المؤلفة في كل مراحل العمل فكريا ومنهجيا. وقدمت رؤية ناضجة في موضوع مهم، ويحتاج هذا العمل إلى من يكمل بعده من بحوث ومؤلفات لتوسيع دوائر التسامح والاعتدال، ونبذ العصبية والكراهية بين مكونات المجتمع الواحد. وهذا يدعم الاستقرار والأمن والطمأنينة في مجتمع لم يعرف الحروب الدينية ولا الصدام على اسس طائفية وعرقية كما يريد أعداء هذا الوطن.