يسعى هذا الكتاب إلى تبيان الواقعيِّ والمُتخيَّل في تفكيرنا بالمستقبل؟ ولأنَّ أغلب التفكير الحاليِّ المُنصبِّ على المدن المستقبليَّة عمليٌّ في طبيعته، فإن المؤلف يستند، خلافَ ذلك، إلى التنبُّؤات القائمة على العِلم، دون أن يعني ذلك أنها علمية محضة، لذا فهو يلجأ إلى: الأدب، والفنون، والصور المعماريَّة المتخيَّلة، والسينما، وألعاب الڤيديو. وهكذا، فالهدف الرئيس لهذا الكتاب تأصيلُ وجود هذه المدن المتخيَّلة في الممارسة المعماريَّة، مبيِّناً أنَّ الصور المستقبليَّة، بصرف النظر عن عجائبيَّتها أحياناً، هي صور حول اللحظة الراهنة حقاً، وهي طريقة لتغيير التفكير والممارسة السائديْن، كي يُطلَقا في مسارات مختلفة. ينتظم الكتاب في ثلاثة حقول: المدن غير المستقرَّة (المغمورة بالماء، والعائمة فوق سطح الماء، والطافية في الهواء)، والمدن العموديَّة (ناطحات السَّحاب، والمدن المشيَّدة تحت سطح الأرض)، والمدن المدمَّرة (كالأطلال والموادِّ المهملة المُستنقذَة)، ويقدِّم كل حقل طائفةً من الأمثلة التي تمثل معضلات حقيقيَّة تواجه المعماريِّين والمتخصِّصين في تخطيط المدن. وتشمل هذه المعضلات الطوفانات الناجمة عن التغيُّر المناخيِّ، والنموَّ السكانيَّ السريع، والانقسام الاجتماعيَّ المتزايد، والإخفاق التكنولوجيَّ، والانهيار المجتمعيَّ.