قبل ثلاثة قرون ضرب الطاعون أوروبا، ولما كان الكهنة ورجال الدين هم الوحيدون المخولون حصرًا بالقراءة والكتابة والعلوم والدين، فقد أفتوا مأجورين أن سبب المرض هو الروح الشريرة التي تتلبس القطط السوداء، فهرول عبيدهم لقتل القطط وزادوا عليها نافلة بقتل كل القطط من كل الألوان والأنواع، فكانت النهاية القاسية بانتشار الوباء الذي قتل نحو ثلث سكان القارة آنذاك بل وموت الأصحاء بسبب تعفن الأموات في الشوارع والطرقات، لم يكن يدرك رجال الدين أن جرثومة الطاعون تعيش في برغوث يتطفل على دماء الفئران التي تشكل القطط أهم أعدائها الطبيعيين، ومن ثم فإن تلك الفتوى هي التي تسببت في موت هذا الكم الهائل من البشر، وخلال تلك الحقبة السوداء من تاريخهم كان الاستحمام عندهم كفرًا والأوربيون كانوا كريهي الرائحة بشكل لا يُطاق، حتى إنهم وصفوا ملك فرنسا (لويس الرابع عشر) بأن رائحته كانت أقذر من الحيوان البري، لقد كانت الفترة الذهبية للجهل والعنصرية والتخلف المدمر.