من داروين لهتلر

الأخلاقيات التطورية، تحسين النسل، والعنصرية في ألمانيا

ريتشارد ويكارت

سلسلة قراءات عربية (بوك ريفيو Book Review)

المؤلف: ممدوح الشيخ
العدد: 1.
يوليو 2020.

From Darwin to Hitler: Evolutionary Ethics, Eugenics, and Racism in Germany

Author: Richard Weikart

Publisher: Palgrave Macmillan, New York, USA.

Publishing date: 2004

انبهرت بموضوع الأخلاق التطورية أثناء إجراء بحث عن أطروحتي: "داروينية الاشتراكية" (نُشرت 1999)، وأثناء فحص "الخطاب الدارويني" في ألمانيا، وجدت أن الكثير من الداروينيين يعتقدون أن الداروينية لها آثار ثورية على الأخلاق والأخلاقية، بتوفيرها أساساً جديدًا للأخلاقيات يلغي القوانين الأخلاقية التقليدية. درست أعمال إرنست هيكل، أدهشني دعوته "إلى قتل الأطفال الذين سيولدون معاقين". ثانيًا، "اكتشفت أن العديد من علماء تحسين النسل الألمان كتبوا مقالات ومقاطع في كتبهم عن كيفية تطبيق الداروينية على الأخلاق". ولم أستطع تجنب حقيقة أن قادة حركة تحسين النسل كانوا بعض أبرز المروجين لـ "الأخلاقيات التطورية". وأخيرًا، وليس آخراً، فقد حفز تفكيري كتاب جيمس راشيل: "مستمدة من الحيوانات: الآثار الأخلاقية للداروينية" (أكسفورد، 1990). كانت حجة راشيل القائلة بأن "الداروينية تقوض قدسية الحياة البشرية وتدعم القتل الرحيم" تشبه إلى حد كبير بعض الأفكار التي صادفتها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في ألمانيا. طرح كتاب راشيل سؤالًا: هل استخدم الداروينيون الألمان نظرية داروين لتقويض عقيدة "قدسية الحياة الإنسانية"؟ فبرزت قضايا أخرى تتعلق بالحياة والموت، والحرب والصراع العنصري. وبينما أعدت صياغة دراستي حول الأخلاقيات التطورية لتشمل مناقشات حول قيمة الحياة البشرية، أصبح هناك موضوع آخر لا مفر منه: "تأثير هذا الخطاب على هتلر". لم يكن هتلر على شاشة الرادار الخاصة بي عندما بدأت أبحاثي، ومحاولة دانييل جاسمان أحادية الجانب لربط هيجل وهتلر استدعت مني الحذر. ومع ذلك، فإن المزيد من الكتب، المقالات والوثائق التي قرأها الداروينيون وعلماء تحسين النسل في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، جعلتني أكثر اقتناعًا "بوجود روابط تاريخية مهمة بين أيديولوجية الداروينية وهتلر".