في كتاب «الطريق إلى بناء شخصيَّة إنسانيَّة» يرى الكاتبُ والناقد الأمريكي «ديفيد بروكس» أنَّنا نملكُ القدرة على مواجهة نقاط ضعفنا وإصلاح عيوبنا، وفي خضم هذه المواجهة مع أنفسنا، تنمو وتنضج وتتبلور شخصيَّاتُنا. عندما نتصدَّى لعيوبنا ونقاط ضعفنا بنجاح، فإنَّنا نحظى بمزيد من الفُرص لأداء الأدوار المخوَّلة إلينا في نوعٍ من الدراما الأخلاقيَّة، حيث نسعى إلى ما هو أعظم من السَّعادة ونستثمرُ أحداث الحياة اليوميَّة لترسيخ الفضيلة في أنفسنا، فيستقرُّ العالم ويزدهر ويسعدُ بنا. ينادي «بروكس» بتأسيسِ استراتيجيَّة تحول بيننا وبين التسرُّع في إصدار الأحكام على الآخرين، من منطلق التواضع الأخلاقيِّ والإحساس بنقاط ضعفنا، فلا ننظر إلَّا إلى قدراتهم الفنيَّة ومظاهرهم الخارجيَّة، متناسين قيمتهم وقيمهم. وطبقاً لنظريَّة بناء الشخصية ذات البعد الإنساني، فإنَّ استراتيجيَّة الإحساس بالناس تدفعنا إلى مزيد من التعلُّم والتطوُّر والنمو.