إن قراءة النتاج (البوشهابي)، قراءة عناوينه فحسب، تأخذنا إلى حدود الدهشة لكثرة تلك العناوين، ومضامينها الثقافية والتاريخية والتراثية والاجتماعية، والتي تجاوزت العشرين كتاباً بين التأليف والجمع والتوثيق، وهي بمجملها مكرسة في المحيط الإماراتي الخصب. وفق هذا المعنى جاءت فصول الكتاب، بين البدايات حيث قصائد البشارة بتولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في غمارة أبوظبي سنة 1966، وبين تفاصيل الحياة في تجربة البناء والخير والعطاء، ثم بين الصوت العربي الشعري الذي يجول في فضاءات القضايا العربية الكبرى من فلسطين إلى مصر واليمن والجزائر، ثم بين الجمع والتوثيق لقصيدة الإمارات الشعبية عموماً، وجمع وتحقيق التجارب الفردية المتميزة، وفصول أخرى تتابع التقاطات ابو شهاب، حيث المدن والمواقف والبطولات الباسلة.. بين كل تلك المحاور ومحاولة إعادة قراءة نصوصه المتنوعة، لايغيب حضوره على البال حيث كنت ألتقيه في معرض الشارقة للكتاب متجولاً بين أورقة الأجنحة، أو في مجلس الشاعر سلطان العويس في الحمرية أو في الذيد، أو في حفل توزيع جوائز مؤسسة العويس الثقافية، وفي أمسيات ندوة الثقافة والعلوم عندما كان مقرها المؤقت في شارع الرقة، وكذلك في دار الصدى في مكاتب الزملاء سيف المري وسيف السعدي ومحمد بن مسعود والحديث الثقافي المتميز، وحتى الآن ترن في مسامعي نبرة قراءاته الشعرية لبيتين يصعدان فجأه وهو يشرح أبعادهما التاريخية واللغوية، وأزعم أن تلك الأيام أثمنها في العمر..