تعد العولمة من الظواهر معقدة الأوجه، وقد فرض هذا المصطلح "عولمة" نفسه بقوة ليطال العالم بأكمله محدثا تغييرات في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية والثقافية تحت قيادة ثورة تكنولوجيا المعلومات، وبناء على هذه الضجة الفكرية الإيديولوجية الكبيرة اهتم المشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي العربي بشكل كبير لموضوع العولمة كمشروع كوني ، ففي ظل هذه التطورات و التصورات، يتضاعف القلق على مصير الأسرة والمجتمع والهوية، كما تتضاعف الحاجة إلى الاستثمار في الرأسمال الاجتماعي من أجل الحفاظ على منظومة القيم، وهنا يتضح الدور المنتظر من الأسرة من خلال أهمية "إعادة الاعتبار إلى عناصر الثقافة الوطنية والعمل على تنشيطها في النسيج المجتمعي، وعلى ضوء ذلك تتأكد أهمية التعويل على مؤسسة الأسرة باعتبارها مصنع القيم، ومن ثم الاعتماد على التنشئة الاجتماعية في توريث هذه القيم التي تعتبر حارسة الهوية الوطنية.