منذ أن وضع الأديب محمد حسين هيكل اللمسات الأخيرة على كتابه "حياة محمد"، أيقظت فيه رغبة جامحة للغوص أعماقًا في التاريخ الإسلامي، مدفوعًا بالأثر العميق والممتد الذي خلفته تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في جوانب متعددة من الحضارة الإسلامية. هذه الحضارة التي امتدت جغرافيًا من المغرب الأندلسي إلى المشرق الصيني، وزمانيًا لأكثر من ثلاثة عشر قرنًا، ألهمت هيكل ليقدم دراسة تأريخية موسعة لشخصية "أبي بكر الصديق"، الخليفة الأول للمسلمين وأحد الأعمدة الرئيسية في تأسيس الدولة الإسلامية. يكشف هيكل في هذا الكتاب عن ملامح تلك الفترة التأسيسية بأسلوب يجمع بين العمق العلمي والإمتاع الأدبي، مقدمًا بذلك تأملاً شاملاً في تأثير هذه الشخصية الفريدة على مجريات التاريخ الإسلامي.