تهدف هذه الدراسة -والمعنونة بـ"ولتستبين سبيل المجرمين"-: إلى أن يُدَقَّ ناقوسُ خطرٍ واقعٍ أو متوقَّع يهدف إلى تحذير المسلمين جميعًا من الانحراف عن صحيح دينهم، وصافي معتقدهم، ولتتأكد -من جديد- الدعوةُ إلى أهمية اجتماع أهل السنة في مواجهة أعدائها؛ ذلك أن الأعداء الحاليين للأمة الإسلامية لا يفرقون بين من كان ذا انتساب دعوي: "سلفي"، أو "إخواني"، أو "جهادي"، أو "تبليغي"، ولا يهادِنون جمعيات تنتسب إلى صحيح الدين، أو ترفع راية الكتاب والسنة؛ فالجميع لديهم أصوليون متطرفون؛ أو لِنَقُلْ -بعبارة أدق-: مسلمون!؛ وهذه الدراسة التي ضمت في عنوانها قوله تعالى: (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) يُرجى أن يتبين من خلالها أهلُ الإسلام سبيلَ المجرمين والمفسدين من الكفار والمنافقين؛ ليقابلوا كيدهم بما يُذهبه، ومكرَهم بما يُبطله، مستعينين بالله، ومقتدين بهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ معتقدين قوله تعالى: (إِنَّ الله سَيُبْطِلُهُ إِنَّ الله لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)؛ والدراسة جاءت في تسعة فصول تناولت: عقدة الصراع عند الغرب وعقيدته، وملامح المنظومة الغربية... محاولة للفهم، وملامح ما قبل الحادي عشر من سبتمبر، والحدث الجلل ونقطة التحول الفارقة، والتوجهات والإستراتيجيات الغربية الحديثة، وضرب طوائف الدعوة الإسلامية بالطرقية، ومواجهة العقيدة السلفية بالفرق الكلامية، والإستراتيجية الإسلامية في مواجهة الهجمة الغربية، وأخيرا استشراف المستقبل.