اشتهر الدكتور يوسف القرضاوي بين الناس خطيبًا ومحاضرًا، وعرفوه كاتبًا ومؤلفًا، وعرفوه داعية ومربيًّا وفقيهًا ومفتيًا، ولكن قليلًا من الناس عرفه شاعرًا، مع أنه بدأ حياته وعرف بين زملائه وإخوانه بالقرضاوي الشاعر، إذ نظم القرضاوي شعرًا كثيرًا، سجَّل فيه أحداث أمَّته، وصوَّر أفكارها ومشاعرها أصدق تصوير، ولو جمع هذا الشعر لكوَّن ديوانًا ضخمًا، ولكن -للأسف- ذهب أكثره في دوَّامة المحن المتلاحقة التي أصابت دعاة الإسلام، فكان الأقارب والأصدقاء يتخلصون مما عندهم منه خشية أن يصيبهم مكروه من جرَّاء وجوده عندهم، ولهذه الأسباب لم يبق إلا القليل، وهذا القليل الباقي هو المجموع في هذا الكتاب، والذي جاء مُقَسَّمًا إلى ثلاثة أقسام: الأول خاص بالحديث عن حياة الشاعر وشعره، والثاني خاص بقصائده، والثالث خاص بأناشيده.