اشتمل هذا الكتاب على شيء من صحف الحكمة؛ خطه لنا شيخ حكيم عليم بالنفس وتقلباتها، خبير بنوازع الهوى، وفلتات العقل؛ وهو الشيخ محمد الغزالي (1335ه؟ 1416ه؟ 1917م؟ 1996م)؛ فكان لزاما عليك أيها القارئ الهمام ألا تزهد في هذه البضاعة، بل وجب عليك أن تعض عليها بنواجذك، وتتخذها ديدنك في حلك وترحالك؛ فهنا حث للهمة كي تنهض، ولمحات للعقل كي يتدبر، ودفقات للروح كي تطمئن؛ ومن عناوين الحكم التي بلغ عددها في هذا الكتاب مائتين وخمسين حكمة: حياتك من صنع أفكارك، وموهبتك وإيمانك رأس مالك، والسراب الخادع، والقدر رفيق الحق، وبين السخط والرضا، وقوة الإنسان في استعلاء الإيمان، وعبيد في لباس ملوك، وشيم العظماء، والإيمان بوصلة الذكاء، وكيف تنتصر الرسالات، والجماهير لا تنصر قضية، ونبل الغاية يستلزم طهارة الوسيلة، ومظلوم لكنه ظالم، وعين السخط تبدي المعايبا، وفضل الله يؤتيه من يشاء، ودلالات العظمة وبرهان المروءة، والمصاعب وطرق التغلب عليها، وإياك..ثم إياك..ثم إياك والغرور، وبالتحفيز لا بالترهيب، وفن قيادة النفس، وغيره.