يشير دان براون في رواية (الرمز المفقود) إلى الدور المهم الذي لعبه الماسونيون في ولادة أمريكا، فقد كان العديد من الآباء المؤسسين ماسونيين، مثل الرئيس الأول جورج واشنطن، ويلمح براون إلى أن الأخوية ما تزال حتى اليوم تستخدم ببراعة تأثيرها الميكيافيللي على رأس السياسة وعوالم المال والأعمال، وقد نسج براون حبكة (الرمز المفقود) التي تربط ما بين المكيدة الماسونية والفساد في واشنطن العاصمة مع لغز (كريبتوس) المطلسم، والذي يتعذر فك رموزه لأنه موجود في المقر الرئيس لوكالة الاستخبارات المركزية، وقد وُصِفَتْ الماسونية مِرَارًا وَتَكْرَارًا على أنها: (نظام كنسي أخلاقي استتر في رمز وتوضح في رموز) إلا أنها تبقى أكبر مجتمع أخوي عَلْماني مشهور بسمعته السيئة في العالم، ولتقويم مدى ملاءمة (الرمز المفقود) لحقيقة التاريخ الماسوني وممارساته فمن الضروري الإجابة على سؤال واحد: هل الماسونيون هم ثلة من الأغبياء الكبار المسالمين المنغمسين بلعب أدوار خيالية صغيرة، لا سيما في نادي الروتاري البريطاني ونادي إيليكس الأمريكي، عندما يشمرون بناطيلهم عن إحدى أرجلهم؟ أم أنهم شخصيات ماكرة غامضة تتمتع بقوى ومعرفة تتجاوز مدى الإدراك أو الفَهم لما هو ليس معروف بعد؟ ينبغي لنا حتى نصل إلى معرفة بسيطة أن نتفحص الفلسفة المقدسة للتنظيم وطريقة عملها.